شهد عام 1992 منعطفاً حاسماً في تاريخ الجزائر الحديث مع تولي الرئيس محمد بوضياف رئاسة البلاد في يناير من ذلك العام، في خضم أزمة سياسية وأمنية غير مسبوقة. جاء تعيين بوضياف بعد استقالة الرئيس الشاذلي بن جديد وتوقف المسار الانتخابي الذي كان من المقرر أن يؤدي إلى فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ.رئيسالجزائرعامالأزمةوالانتقالالصعب
الخلفية التاريخية
اندلعت الأزمة السياسية في الجزائر بعد إلغاء نتائج الانتخابات التشريعية عام 1991 التي حققت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ تقدماً كبيراً في الجولة الأولى. خشيت المؤسسة العسكرية والنخبة السياسية من تحول الجزائر إلى دولة إسلامية، مما دفع الجيش إلى التدخل وإعلان حالة الطوارئ.
محمد بوضياف: الرئيس المؤقت
اختير محمد بوضياف، أحد قادة ثورة التحرير الوطني، لقيادة المجلس الأعلى للدولة كرئيس للجزائر. كان بوضياف يعيش في المنفى بالمغرب منذ عقود، وعاد إلى البلاد في ظروف بالغة التعقيد. حاول الرئيس الجديد إرساء حوار وطني وإنقاذ البلاد من الانهيار، لكن فترة حكمه القصيرة شهدت تصاعداً غير مسبوق في العنف.
الإصلاحات والتحديات
في فترة حكمه القصيرة التي لم تتجاوز ستة أشهر، أطلق بوضياف عدة مبادرات منها:- محاربة الفساد المتفشي في المؤسسات الحكومية- محاولة إعادة الثقة بين الشعب والدولة- السعي لتحقيق مصالحة وطنية- مواجهة التطرف والعنف المتصاعد
نهاية مأساوية
انتهت رئاسة بوضياف بشكل مأساوي عندما اغتيل في 29 يونيو 1992 أثناء إلقائه خطاباً في عنابة. كان الاغتيال صدمة للجزائر والعالم العربي، وأسهم في تعميق الأزمة التي استمرت لسنوات عرفت بالعشرية السوداء.
رئيسالجزائرعامالأزمةوالانتقالالصعبالإرث التاريخي
رغم قصر فترة حكمه، ترك بوضياف إرثاً من:- النزاهة والصرامة في مواجهة الفساد- محاولات جادة لإنقاذ الوحدة الوطنية- موقف واضح ضد التطرف والعنف- التضحية الشخصية من أجل الوطن
رئيسالجزائرعامالأزمةوالانتقالالصعباليوم، بعد ثلاثة عقود، لا تزال أحداث 1992 تشكل محطة أساسية في فهم التحولات السياسية والاجتماعية في الجزائر، وتطرح أسئلة حول البدائل التاريخية الممكنة لتلك الفترة الحرجة.
رئيسالجزائرعامالأزمةوالانتقالالصعب