أسطورة كرة السلة

شهد عام 2022 تحولاً ملحوظاً في العلاقات بين المغرب وإسبانيا، حيث شكّلت هذه السنة محطة مهمة في مسار التعاون الثنائي بين البلدين الجارين. بعد فترة من التوتر الدبلوماسي، عادت المياه إلى مجاريها بين الرباط ومدريد، مما فتح آفاقاً جديدة للشراكة في مختلف المجالات.المغربوإسبانياعلاقاتمتجددةوآفاقمشتركة

المصالحة التاريخية وتطبيع العلاقات

في مارس 2022، أعلن رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز عن تغيير جذري في موقف بلاده تجاه قضية الصحراء المغربية، معترفاً بمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب كأساس لحل هذا النزاع. جاء هذا القرار بعد أشهر من التوتر بسبب استقبال إسبانيا لزعيم جبهة البوليساريو.

هذه الخطوة الإسبانية أحدثت تحولاً إيجابياً في المناخ السياسي بين البلدين، حيث استقبل الملك محمد السادس رئيس الحكومة الإسبانية في الرباط في أبريل 2022، وتم خلال هذه الزيارة التوقيع على إعلان مشترك يؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية.

التعاون الاقتصادي والتجاري

شهدت العلاقات الاقتصادية بين المغرب وإسبانيا نمواً ملحوظاً خلال عام 2022، حيث تعد إسبانيا ثاني أكبر شريك تجاري للمغرب بعد فرنسا. ووفقاً للإحصائيات الرسمية، تجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين 17 مليار يورو خلال هذه السنة.

من أبرز مجالات التعاون الاقتصادي:- قطاع الطاقة المتجددة- الصناعات الغذائية والزراعة- السياحة والاستثمار العقاري- البنى التحتية والنقل

التحديات المشتركة

واجه البلدان خلال عام 2022 تحديات مشتركة أبرزها:1. قضية الهجرة غير النظامية: حيث تعاونت الدولتان في مراقبة الحدود ومكافحة شبكات تهريب المهاجرين2. الأمن ومكافحة الإرهاب: مع تعزيز التنسيق الأمني بين أجهزة البلدين3. التعاون في مجال مكافحة الجريمة المنظمة

آفاق المستقبل

يبدو المستقبل واعداً للعلاقات المغربية-الإسبانية، حيث يعول البلدان على:- تعزيز الشراكة في مجال الطاقة الخضراء- تطوير التعاون في مجال الصناعات التكنولوجية- توسيع نطاق التبادل الثقافي والعلمي- تعزيز التعاون في مجال مكافحة التغيرات المناخية

ختاماً، يمثل عام 2022 نقطة تحول إيجابية في العلاقات بين المغرب وإسبانيا، حيث وضع البلدان أسساً متينة لشراكة استراتيجية شاملة، تخدم مصالح شعبي البلدين الجارين وتساهم في استقرار المنطقة.