حفيظ دراجي، ذلك الاسم الذي يُردد في كلّ زاوية من زوايا الجزائر بكل فخر واعتزاز، هو رمز من رموز الثورة التحريرية المجيدة التي حررت البلاد من براثن الاستعمار الفرنسي. قَسَمُه بالنازلات، أي بالمصائب والمحن، يعكس مدى إيمانه الراسخ بعدالة القضية التي ضحّى من أجلها، ومدى استعداده لبذل الغالي والنفيس في سبيل حرية وطنه. حفيظدراجيقسمابالنازلاترمزالتضحيةوالفداءفيالذاكرةالجزائرية
من هو حفيظ دراجي؟
وُلد حفيظ دراجي في عام 1929 بمنطقة القبائل، ونشأ في بيئة وطنية مشبعة بحبّ الجزائر وكراهية الاستعمار. انضمّ إلى صفوف جبهة التحرير الوطني في سنّ مبكرة، وأصبح أحد أبرز مجاهديها، حيث شارك في العديد من المعارك ضدّ القوات الفرنسية. كان دراجي معروفًا بشجاعته النادرة وتفانيه في القتال، مما جعله أحد الرموز التي يُحتذى بها في النضال الجزائري.
قَسَمُه بالنازلات: تعبير عن الإيمان العميق بالحرية
عندما أقسم حفيظ دراجي "بالنازلات"، كان يقصد بذلك أنّه مستعدّ لتحمّل أصعب الظروف وأقسى التحديات في سبيل تحقيق الاستقلال. هذا القَسَم لم يكن مجرد كلمات تُقال، بل كان التزامًا عمليًا تحوّل إلى واقع من خلال مشاركته في العديد من العمليات الفدائية ضدّ المستعمر. لقد آمن دراجي بأنّ الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع انتزاعًا، وأنّ التضحيات هي الثمن الوحيد للكرامة.
بطولات خالدة في ذاكرة الأمة
من أبرز المحطات في مسيرة حفيظ دراجي النضالية مشاركته في معركة الجزائر العاصمة سنة 1957، حيث قاد عدة عمليات نوعية ضدّ مراكز الاستعمار. كما كان له دور بارز في تنظيم خلايا المقاومة في المدن، مما أثار ذعر السلطات الفرنسية. لكنّ بطولاته لم تدم طويلًا، حيث استشهد في عام 1958 بعد أن وقع في قبضة العدو، لكنّ روحه بقيت حية في ضمير كلّ جزائري.
إرث حفيظ دراجي: دروس مستمرة للأجيال
اليوم، وبعد مرور عشرات السنين على استقلال الجزائر، يبقى حفيظ دراجي مثالًا يُحتذى به في التضحية والفداء. قصته تذكّرنا بأنّ الحرية ليست مُسلمة، بل هي نتيجة كفاح دائم وتضحيات جسام. في زمننا الحالي، حيث تواجه الأمة تحديات جديدة، يصبح من الواجب استحضار قيم مثل الشجاعة والإيمان بالحقّ التي تجسّدها شخصية مثل حفيظ دراجي.
حفيظدراجيقسمابالنازلاترمزالتضحيةوالفداءفيالذاكرةالجزائريةخاتمة
حفيظ دراجي لم يكن مجرد مقاتل، بل كان رمزًا للإرادة التي لا تنكسر. قَسَمُه "بالنازلات" يعكس عمق إيمانه بعدالة قضيته، ويظلّ صوته يتردد في وجدان كلّ من يؤمن بأنّ الحرية تستحقّ كلّ تضحية. فلتكن ذكراه نبراسًا للأجيال القادمة، ولتظلّ الجزائر وفية لدماء شهدائها الذين صنعوا مجدها.
حفيظدراجيقسمابالنازلاترمزالتضحيةوالفداءفيالذاكرةالجزائرية