القراءة الشاذة ليست مجرد خروج عن المألوف، بل هي فن اكتشاف الجمال في ما يعتبره الآخرون شذوذاً نصياً. في هذا العالم الموازي، تصبح الحروف كائنات حية تتحرك خارج سجن السطور، وتتحول الصفحات إلى مساحات للعب لا للالتزام.القراءةالشاذةرحلةفيعوالمالنصوصغيرالتقليدية
في مدرسة القراءة الشاذة، لا توجد قواعد مقدسة. الجملة قد تبدأ من المنتصف، والفقرات قد تسير بشكل معكوس، والمعاني تتشكل مثل أمواج البحر - متغيرة دائماً. القارئ هنا ليس مستقبلاً سلبياً، بل يصبح شريكاً في خلق النص، يحلّق بخياله بين السطور البيضاء كما بين السوداء.
أدوات القراءة الشاذة بسيطة ومعقدة في آن واحد: عين لا تخاف من الفوضى، وعقل مستعد لتفكيك كل اليقينيات، وقلب يتقبل فكرة أن الحقيقة قد تكون متعددة الأوجه. القراءة هنا تشبه السير في متاهة مرآة، كل انعكاس يفتح بوابة لعالم جديد.
لكن هل هذه القراءة فعلاً شاذة؟ أم أن ما نسميه "قراءة عادية" هو مجرد قالب جاهز فرضته أنظمة التعليم والتقاليد؟ ربما تكون القراءة الشاذة هي الأكثر أصالة، لأنها تعيد للنص براءته الأولى قبل أن تُحكم عليه بشبكة من التفسيرات المسبقة.
في الختام، القراءة الشاذة ليست تهديداً للنظام الأدبي، بل هي تنفسه الضروري. مثل الموسيقى التي تحتاج إلى السكوت بين النوتات، والألوان التي تحتاج إلى المساحات الفارغة، الأدب يحتاج إلى قراء يجرؤون على كسر القوالب ليروا ما خلفها.
القراءةالشاذةرحلةفيعوالمالنصوصغيرالتقليدية